"زيدان للسباقات" يسمو ب"روح المدينة" في ديربي كنتاكي

2021-05-07 06:07:54
img

سطر الحصان "مدينة سبيريت" أو "روح المدينة" لـ "زيدان للسباقات" من المملكة العربية السعودية، أحد أقوى فصول أمجاد مالكه الفارسعمر زيدان، وذلك بفوزه الكبير بلقب النسخة 147 لـ"كنتاكي ديربي" (الجولة الأولى من التاج الثلاثي الأمريكي) العريق لمسافة 2000 متر"الفئة الأولى"، والتي أقيمت فجر السبت الفاتح من أبريل على مضمار "شيرشل داونز" بالولايات المتحدة الأمريكية. وسطع فجر "مدينةسبيريت"  بقيادة الفارس جون فيلازكويز وإشراف المدرب بوب بافرت مسجلاً زمناً قدره 2.01.02 دقيقة وبفارق نصف طول عن "ماندالون" لـ"جودمونت" بقيادة الفارس فلوران جيروكس وإشراف المدرب براد كوكس.

فوز "روح المدينة" أكد مايتمتع به الفارس عمر زيدان من رؤية خاصة لاتخلو من مفاجأة الخبراء ولاتخلو من الإنتصار للمؤمنين بالبركةوالتوفيق الإلهي عندما تكون الإنطلاقة بأصغر الأسباب وصولا إلى أكبر الإنجازات. كيف لا وقد تسامى مدينة سبيريت بحمل إسم ثانيأقدس مدينة في العالم بعد مكة المكرمة؛ المدينة المنورة. إنها حقيقة تذكرنا بمجد عمر زيدان في العام 2016 عندما اختار المشاركة في ملكيةالحصان كاليفورنيا كروم قبيل الحدث العالمي وأغلى لقب لسباقات الخيل في العالم، كأس دبي العالمي للخيول، متوجا اختياره بالفوز الكبيرفي منافسة ضمت أقوى خيول العالم.

فوز "مدينة سبيريت" أو "روح المدينة" جسد وجها من انتصار الأماني لمالكه الذي صرح في أحد مقابلاته الصحفية العام الماضي قائلا:" “حلمي هو الفوز بالديربي يومًا ما. إن لم يكن هذا العام، فليكن العام المقبل". وبالفعل تحقق حلم عمر زيدان أخيرا بفوزه بالديربي كما توقعهو فوق توقعات المنافسين والمتابعين. وفوز "مدينة سبيريت" جسد أيضا وجها من قيم الوفاء الإنساني عندما اختار وقرر عمر زيدان شراءالحصان من مزاد بدافع دعم فحل مزرعة صديقه وابن مدينته أبو غزالة. هذا الوفاء النبيل وجد في استعراض الحصان مدينة سبيريت أثناءسباق خاص بالمزاد، سببا ثانيا وجيها كأنه عربون مكافأة مشجعة على نبل المشاعر، وذلك حينما قطع المهر مسافة 600 متر قبل المزاد في33 ثانية وهو وقت ممتاز في مشهد حاسم لعملية شراء لم تتجاوز قيمتها 35 ألف دولار في غفلة من أباطرة الخيل العالميين المتزايدين.

سيرة روح المدينة

لد Medina Spirit عام 2018 عند السيدة فيل رايس من عائلة فروسية أمريكية تحتفظ عادة برأسين إلى خمسة رؤوس خيل في مزرعتها. وكانت السيدة رايس قد اشترت أم البطل روح المدينة ب 9000 دولار وشبتها من فحل مغمور إسمه بروتونيكو بناء على نصيحة من أحد أفرادالعائلة وهو خيال يعمل لديها. بعد عزله عن أمه بعمر أقل من عام عرضته السيدة رايس في مزاد تحت طائلة ظروف مادية، غير أنه لم يحظىبمزايدين سوى سيدة إسمها كريستي وايتمان وهي مدربة جياد تستثمر في تنشئة الجياد الصغيرة لتبيعها عندما تكبر. حين نزل المهر إلىحلبة المزاد فتحت بابه السيدة ويتمان ولم يزايد عليه أحد سواها لضعف إنجازات عائلته، فرسا المزاد عليها بسعر 1000 دولار ولم تجد بدامن شرائه بسعر أصبح وصفه اليوم بالعجيب. بل إن صاحبة المهر السيدة رايس تقدمت إلى كربستي وايتمان لتشكرها على قرارها شراءروح المدينة.

وحتى بعد أن أصبح المهر يافعا في العام 2019 يتم تجهيزه للسباقات، لم تجد صاحبته الجديدة كريستي مزاداً يقبله لرخص سعره لقيمةشرائه وعدم وجود إنجازات لعائلته، وذلك قبل أن يتم قبوله بمزاد أوكالا للخيول وهو تحت التدريب. ورغم أن المهر كان ذو تركيب جسمانيرياضي وجميل، إلا أن صفحته في كتالوج المزاد لم يكن بها شيء يلفت النظر وتم تجاهله. ولم يكن روح المدينة الخيار الأول للمراهنين.  لقدكان ترشيحه رابعاً وكان مجموع نقاطه للترشح لهذا السباق ٧٤ نفطة فيما حصل غيره على 100 نقطة.

لكن روح المدينة لفت أنظار المهندس عمرو زيدان لتوقيته الجيد ورغبة منه في دعم مزرعة صديقه أبو غزالة. ورسا المزاد على الفارس النبيلوالمهندس الحكيم وتمت عملية شراء روح المدينة ب 35 ألف دولار، ليؤكد المهر بعمر السنة أن قيمة الوفاء وعمق التقدير ووجاهة الإختياروصواب القرار لها مواعيد كبرى اجتمعت في الحدث العالمي الكبير أقوى سباقات العالم ديربي كنتاكي، لتنصف فارسا نبيلا ومهندساحكيما يتمتع بأمجاد منيرة في أكثر من ممارسة فروسية. عمرو زيدان يشغل اليوم رئيس الإتحاد السعودي للبولو، وهو عضو الإتحادالسعودي للفروسية يعكف على المشاركة الفعالة في إحداث طفرة جديدة ترسم للمملكة مستقبلا فروسيا نوعيا.

ويستعد المهر "مدينة سبيريت" أو روح المدينة بعد إنجازه العالمي في ديربي كنتاكي للمنافسة على لقب سباق بريكنيس ستيكس (الجولةالثانية من التاج الثلاثي) بأمريكا، بإشراف المدرب بوب بافرت، في مواجهة شرسة تضم عددا من الخيول القوية أبرزها الحصان "كادوريفر" ، وهو وصيف سباق ديربي أركنساس للفئة الأولى، والذي لم يشارك في ديربي كنتاكي.

بداية مجد فروسي

لقصة المهر العالمي "مدينة سبيريت" ما يشبهها في سيرة أمجاد الفارس المهندس عمرو زيدان. إنها قصة مجد استثنائي. كان ذلك عندماحمل الفارس المهندس عمرو زيدان أغلى كأس في العالم لسباقات الخيل وعلى منصة التتويج مع الحصان "كاليفورنيا كروم" في الحفلالختامي لكأس دبي العالمي لسباق الخيل 2016، كان يسطر أول أمجاده في سباقات الخيل السريعة. كان ذلك بسرعة قرار يشبه السرعةالتي سطرتها حوافر كاليفورنيا كروم بانتصار ساحق على أقوى الخيول المشاركة في السباق.

قصة "كاليفورنيا كروم" كانت قصة حظ عظيم حقا؛ فقد كان القرار النهائي للمشاركة في ملكية الحصان رسميا قبل 3 أسابيع من الموعدالكبير لكأس دبي العالمي. يومها لم يستوعب المقربون من عمرو عمق المسافة التي تكاد تكون مستحيلة بين فروسية البولو وفروسية السباقاتالسريعة، بينما كانت كل أحلامه، تستشعر، برؤية مبهمة، تلك الإشراقة المجيدة في الظفر باللحظة الشامخة الواضحة. يؤكد عمرو هذا اليقينالغامض عندما أكد يومها لأقرب أصدقائه أنه سيصعد إلى المنصة العالمية في دبي ويرفع الكأس الأغلى في العالم، لكن لم يصدقه أحد،بينما صدق هو حلمه الكبير، حلم أصبح معه كاليفورنيا كروم بعد فوزه بكأس دبي العالمي، أكثر حصان يربح جوائز مالية في تاريخالسباقات. وصدقت فراسة الفارس النبيل التي التزمت صدقها مجددا مع مجد فوز روح المدينة بديربي كنتاكي الأقوى في العالم.

زيدان وفروسية المملكة

للمهندس عمرو زيدان بصمات في الإشعاع الفروسي للمملكة العربية السعودية في محطتين حيويتين هما بريطانيا والإمارات منذ 20 عاما،وذلك عندما أسس فريق زيدان للبولو ليضع بصمة سعودية قوية بإحراز عدة ألقاب بطولية وكؤوس ذهبية ورتب من الوصافة والتميز.

الفارس عمرو بن زيدان، فضلا عن الحضور الرياضي المتميز بنيل بطولات في بريطانيا، يعتبر من المؤسسين الفعالين في انطلاق رياضةالبولو وتطورها في الإمارات؛ مساهما في تحسين جودة الخيول بجلب الأفضل منها، وكذلك الشأن بالنسبة لنوعية اللاعبين. ومن المحطاتالمجيدة في تاريخ مشاركة فريق زيدان للبولو بالبطولات التي شهدتها ملاعب الإمارات منذ العام 2010، فوزه بأغلب الألقاب؛ وأبرزها لقببطولة كأس رئيس الدولة في العام 2012 في ملاعب نادي غنتوت. كما فاز في العام 2015 بكأس دبي الذهبية للبولو وهي تعتبر أكبر بطولةفي الإمارات، ومسجلة ومعتمدة لدى رابطة البولو العالمية. وفي العام العام ،2016 وهو عام المجد الكبير للفارس المهندس عمرو زيدان، فازبكأس دبي الفضية (ماكلارين) ضمن بطولات كأس دبي الذهبي لتحدي البولو.

هكذا حمل الفارس المهندس عمرو زيدان مشعل الفروسية السعودية خارج المملكة،وتذوق طعم الفوز بكل الألقاب والبطولات الكبرى، فضلا عنمراكز الوصافة كما هو الشأن بالنسبة لبطولة الإمارات المفتوحة للبولو، فلم يمر موسم دون أن يحرز إحدى أهم بطولاته. وكان له بصماتهالعالمية في سباقات السرعة بأقوى بطولات العالم وأغلاها.