الخيول اليمنية

الخيول اليمنية

الخيول اليمنية، هي أحد أعرق سلالات الخيول في العالم، يُعد الحصان أو الخيل أو الجواد اليمني العربي الأصيل من أعرق سلالات الخيول في العالم و أقدمها و أغلاها ثمناً، و يرجع ذلك إلى عناية اليمنيين العرب بسلالات خيولهم الممتازة و المحافظة على أنسابها و نسلها مما جعلها أفضل الخيول الموجودة سابقاً و الآن في العالم و أجودها على الإطلاق.

 

وتجمع الخيول اليمنية، بين جمال الهيئة و تناسب و تناسق الأعضاء و رشاقة الحركة و سرعة العدو من جهة وحدة الذكاء و المقدرة العالية على التكيف من جهة أخرى، فالحصان اليمني الأصيل يعتبر من أقدم الجياد على الإطلاق بدمه الأصيل بل إن الحقائق التاريخية تشير إلى أن الجزيرة العربية و اليمن لم تعرف إلا سلالة واحدة فقط من الخيل الأصيل إستخدمت لغرضين إثنين فقط هما: في ” الحرب ” و ” السباقات ” و يمتاز الحصان العربي بصفات الجمال و الشجاعة و الإنجذاب لما له من منظر تسر الناظرين.

 

أنساب الخيول اليمنية

ويحرص العرب اليمانون على أنساب الخيل فيعرفون كل فرس و مشجرات أبائها فهم لا يقفون عند الأباء فحسب بل يحرصون على حفظ نسب الخيل من الأمهات لأنها تحمل الصفات النقية الأصيلة و من إهتمام العرب بالخيل أنهم كرسوا لها بعض مؤلفاتهم مثل: ( أنساب الخيل) لأبن الكلبي و ( أسماء خيل العرب و أنسابها و ذكر فرسانها ) للغندجاني و ( كتاب الخيل) للأصمعي و غيرها.

 

و انتسبت كثير من الخيول إلى الجد الأكبر و بقيت أنسابها متوارثة في مكان نشأتها في جزيرة العرب من اليمن التاريخية في مناطقها واشتهرت في مناطق عرفت بها في حضرموت و مأرب و الجوف و تهامة و فوق هضاب نجد و منطقة عسير فهذه المناطق كانت و ما زالت من أخصب المناطق قوة وأكثرها ملائمة لتربية الجياد الأصيلة و أشهرها في التراث و الموروث الشعبي و الاجتماعي و التاريخي و قد أكدت الكشوف الأثرية أن الحصان العربي أصيل في شبه جزيرة العرب و لم يفد إليها من خارجها.

 

و تقول: الباحثة المتخصصة وينتورت من المهتمين بالخيل العربية و لها خبرة طويلة و مؤلفات في مجال الخيل أن الخيل العربية هي أصيلة و قديمة في أرضها و لم تأتي من خارج أرضها أما عن جفاف الجزيرة العربية فإن الدلائل تشير إلى أن فيها أراضي خصبة و مناخاً جيداً و تكسوها الغابات و فيها أنهار متشابكه و تغيرت في يومنا هذا نتيجة للتغيرات الجوية و الأرضية عبر القرون الطويلة و على رغم هذا فلا تزال فيها الأراضي الخصبة الخضراء الشاسعة الموجودة الباقية في اليمن و أجزاء من عُمان و عسير و تبين الآثار القديمة صور الفرس العربي عبر الرسوم الصخرية من فترة العصر الحجري القديم و تماثيل صغيرة له أن أصل الخيل العربي عربي وجد في محيطه.

 

تاريخ الخيول اليمنية

عرفت الجزيرة العربية و اليمن القديم إستئناس الخيل منذ العصر الحجري القديم فقد وجدت في كهوف و مغاور و أودية و على حواف الصحراء من أرضها الكثير من الرسوم الصخرية و الجدارية المعبرة عن حياة الإنسان في ذلك الوقت و التي تعبر عن صيد الطراد عبر الخيول يمتطيها الخيال على ظهر جواده و تمثل مشاهد الصيد عبرى لوحة جمالية فريدة تنم عن تقدير لهذا الحيوان الوفي الذي يرافق صاحبه مثل أحد أهله تماما في الحل و الترحال و من ثم واكب الخيل الإنسان حتى عهد الفترة الحديدية و ما قبلها البرونزية الفترة الحضارية في عهد الممالك الجنوبية اليمنية منذ الألف الثاني ق.م على الأقل.

 

وقد وجدت نقوش و رسوم من ألواح المرمر و الرخام و على الأحجار و الرسوم صور للخيول اليمنية العربية العريقة في فترة حضارة مملكة حضرموت و سبأ و معين و قتبان و حمير و أوسان تؤرخ منذ القرن العاشر قبل الميلاد و ما قبلها حتى القرون الميلادية الأولى و قد إستخدم اليمنيين القدماء الخيل في حروبهم و حلهم و ترحالهم عبر طرق التجارة العالمية التي كانت اليمن مركزها و مصدرها الأول في العالم القديم و قد إشتهرت الخيول اليمانية العربية منذ القدم فقد كانت مهمة عند المكاربة الملوك السبئيين و الحضرميين و المعينيين و الحميريين و كانت هي سبيلهم الوحيد بذلك بالإضافة إلى الإبل الجمال و الحمير و كلاب السلوق و الصقر كلها كانت ترمز للإنسان اليمني القديم العريق.

 

اكتشافات أثرية

و اكتشف تمثال يؤرخ عمره ما قبل 9000 سنة قبل الميلاد و فيها بقايا آدمية و مجسمات لحيوانات و أوان صناعية في منطقة المقر هي منطقة متوسطة بين محافظة تثليث بعسير و محافظة وادي الدواسر بنجد و هذه الأراضي من ضمن اليمن التاريخي الطبيعي و كما وجدت كذلك آثار تشير إلى رموز الثقافة العربية من ( الفروسية ، الصيد ، القنص عبر الصقور أو الكلاب السلوقية اليمانية ، الخنجر العربي، رؤوس السهام ).

 

و يعد وجود تماثيل كبيرة الحجم للخيل في هذا الموقع مقترنة بمواد أثرية من العصر الحجري الحديث يرجع تاريخها إلى ما قبل 9000 سنة إكتشافاً أثرياً مهماً على المستوى العالمي حيث أن آخر الدراسات حول إستئناس الخيل تشير إلى حدوث هذا الإستئناس لأول مرة في أواسط آسيا ( كازاخستان ) منذ 5500 سنة قبل الوقت الحاضر.

 


التعليقات/ 0


اترك تعليقا