التكاثر عند الخيل

التكاثر عند الخيل

إن المقدرة على العمل كانت هي العامل الأساسي المحدد لتربية الخيول لفترة طويلة من الزمن، وبالطبع فإن هذا يفسر انخفاض الخصوبة النسبي للخيول التي يجعلها من أقل الحيوانات المزرعية خصبًا بوجه عام. لقد وصلت معدلات الخصوبة للخيول إلى 90% عندما كانت تعيش في حياتها البرية قبل الاستئناس وقت أن كانت ترعى في مجموعات مكونة من 30 – 40 فرسًا يقودها فحل قوي وخصب في مراعٍ خصبة وبيئة غير مستنفزة. في ذلك الوقت كانت تسود عادات التكاثر التي تحكمها الطبيعة، ولا يتحكم بها الإنسان من قريب أو بعيد. لقد أصبحت رغبات الإنسان المعاصر من الخيول وتباين هذه الرغبات من العوامل المهمة التي أثرت على تربية هذا الحيوان وتحسينه، فإذا رغب الإنسان في اقتناء الخيول للرياضة والسباق فإنه يفضل، لو أمكن علميًّا، الحيوان عديم الكفاءة الجنسية حتى تنحصر طاقته الكلية في الرياضة والسباق. أما إذا رغب الإنسان في تربية الخيول بغرض الإنتاج وبيع النتاج، انحصر اهتمامه الكلي في الوصول بالحيوان إلى أعلى معدلات الخصب الممكنة، فقد أثرت رغبات الإنسان حتى على المتطلبات الطبيعية للجواد. إن استخدام الخيول في رياضة السباق وخلاف ذلك من الرياضات المتعددة، أدى إلى حرص الإنسان المستمر على إبعاد كل المؤثرات الطبيعية عن الحيوان، وخصوصًا في الأوقات الحساسة أثناء الرياضة


موسم التناسل

في الواقع هناك تباين كبير في موسم التناسل الخاص بالخيول سواء بالنسبة للذكور أو بالنسبة للإناث.

التناسل في الذكور:
يمكن استخدام الفحل في التلقيح على مدار العام. أو بمعنى آخر يمكن جمع السائل المنوي من الفحل على مدار العام.

التناسل في الإناث:
تعتبر الدورة التناسلية في إناث الخيل أكثر تباينًا من الحيوانات الأخرى. فبينما تعتبر بعض الإناث متعددة دورة الشبق على مدار العام؛ بمعنى أنه يمكن أن تلد في أي وقت من العام فإنه يلاحظ أن الغالبية العظمى من الإناث تعتبر من الأنواع التي يطلق عليها متعددة دورة الشياع الموسمي، بمعنى أنها يمكن أن تلد في مواسم محددة فقط. وقد لوحظ أن الإناث التي تتغذى على الأعلاف الخضراء فقط تنشط جنسيًّا في موسم ازدهار المراعي؛ حيث تعود إلى مرحلة الخمول الجنسي عند انتهاء موسم المراعي. أما الإناث التي تسكن الحظائر مع توفير الأغذية المناسبة لها طوال العام، فإنها تنشط جنسيًّا على مدار العام أيضًا، وهو ما يدل على ارتباط النشاط الجنسي للإناث بالظروف البيئية المحيطة بها.

 

الحمل

تعتبر الخيول من الحيوانات وحيدة الولادة (تعطي مولودًا واحدًا في الولادة). وتتراوح فترة الحمل ما بين 336 يوما إلى 342 يومًا، مع العلم أن طول فترة الحمل في الخيول تعتبر متباينة بدرجة كبيرة؛ حيث إن 95% من الإناث تلد بعد فترة حمل تتراوح بين 320 إلى 355 يومًا. ويمكن للأنثى أن تؤخر ميعاد الولادة فترة محددة إلى أن تشعر بالأمان وتتأكد من عدم مراقبتها وتجد المكان المناسب للولادة، وهي من العادات التي مازالت تحتفظ بها من المعيشة البرية، والتي كانت تحتاج من الحيوان إلى الحيطة والترقب خوفًا من ظهر الأعداء الطبيعيين.


النضج الجنسي

تنضج الخيول جنسيًّا عند عمر 12 – 18 شهرًا، ولكنها لا تستخدم في التربية والتناسل عند هذا العمر. ويفضل أن تستخدم للتربية عندما تصل إلى عمر ثلاث سنوات. وبالطبع فإن توفير العوامل البيئية المناسبة للحيوان من تغذية ورعاية صحية وخلافه، تلعب دورًا مهمًّا في تحديد الموعد المناسب للتلقيح في الخيول.

عادة ما يتم تسنين خيول السباق على أساس بداية يناير من العام الذي ولدت فيه، وهذا يؤدي بالطبع إلى إمكانية استخدامها في التلقيح عند عمر سنتين وليس ثلاث سنوات.

ويفضل أن تفصل الإناث عن الذكور عند عمر 8 – 10 أشهر خوفًا من حدوث تلقيحات مبكرة غير مرغوب فيها، إذا ما تركت الحيوانات معًا لتصل إلى عمر 12 شهرًا.


دورات الشبق

الشبق هو الرغبة الجنسية عند أنثى الخيل، يبدأ الشبق في الأفراس عندما تبلغ من 12 – 15 شهرًا من العمر، وتتكرر دورات الشبق على فترات كل 21 يومًا في المتوسط (من 10 – 37 يوما تقريبًا ). أما طول فترة الشبق نفسها فإنها تبلغ في المتوسط حوالي خمسة أيام (تتفاوت بين يوم واحد – 37 يومًا). أحيانا تظل بعض المهرات في حالة شبق لمدة تصل إلى حوالي شهرين في أول الربيع، وخصوصًا في الأمهر البكر.

وقد لوحظ على الخيول العربية بأن دورات الشبق تتراوح بين 14 و43 يومًا، بمتوسط مقداره حوالي 24 يومًا، ويستمر الشبق ما بين يوم إلى 6 أيام في معظم الأفراس، بمتوسط يصل إلى حوالي 4 أيام. وتتأثر دورات الشبق، وفتراتها، بعدة عوامل.

ولقد أظهرت الدراسات أن ظهور الشبق في الخيول العربية، مرهون ليس فقط بساعات الإضاءة، وإنما بالتفاعل مع درجات حرارة الطقس السائدة أيضًا، ويطول أو يقصر الشبق تبعًا للظروف التالية:

فصل السنة: تطول الدورة صيفًا، وتقصر شتاءً.

السن: تطول الدورة كلما ازدادت الفرس سمنة.

بعض الأسباب المرضية.


الإخصاب

إن تلقيح الفرس الشائع في حد ذاته لا يعتبر ضمانًا لعملية إخصاب البويضة، إذ لابد من أن تتم هذه العملية في الوقت المناسب الذي يؤدي بالفعل إلى تمكين الحيوان المنوي من الوصول إلى البويضة وإخصابها.

نتيجة لعملية التلقيح الطبيعي، فإن الحيوانات المنوية للذكر تنزل رحم الأنثى؛ حيث تبدأ في التحرك صعودًا إلى أعلى الجهاز التناسلي للفرس.

يتم إخصاب البويضة من أحد الحيوانات المنوية وذلك في الجزء العلوي من المبيض في حالة توافر الظروف الملائمة لعملية الإخصاب. ولكي تتم عملية الإخصاب بنجاح فلابد من توافر مجموعة من العلاقات الزمنية الحساسة التي لا بد من حدوثها، وإلا فلن تتم عملية الإخصاب نهائيًّا. فمن المعلوم أن الحيوانات المنوية تحتاج إلى حوالي 5 ساعات لكي تصل إلى المكان المناسب لإخصابها في أعلى قناة المبيض؛ حيث يمكنها أن تحتفظ بحيويتها لمدة تتراوح بين 24 إلى 30 ساعة على أكثر تقدير. أما البويضة، فإن مدة احتفاظها بحيويتها قد لا تزيد على حوالي خمس ساعات فقط من وقت حدوث التبويض. وهذا يعني أنه لكي تحدث عملية الإخصاب فإنه لابد من إجراء عملية التلقيح خلال 20 – 24 ساعة قبل حدوث التبويض.

وتتراوح طول فترة الشياع في الفرس بين حوالي 5-8 أيام في الظروف الطبيعية، أما البويضة فيمكنها أن تنطلق خلال فترة تبدأ قبل حدوث الشياع بيوم واحد وتنتهي بعد حدوث الشياع بيوم واحد. ولذلك فإنه ينصح لكي نحصل على أعلى نسبة للإخصاب أن تتم عملية تلقيح الفرس يوميًّا، أو على الأقل يومًا بعد يوم، طوال فترة الشبق لضمان نجاح العملية.

 


التعليقات/ 0


اترك تعليقا